ومع ما تقدم عن حال حرام، ففي سند الحديث اختلاف عليه، وعلى بعض الرواة عنه كما يتضح من التخريج. الحكم على الحديث: الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد؛ لشدة ضعف حرام، والاختلاف الذي في سند الحديث. وأصل الحديث -كما قال ابن كثير- صحيح، لكن بدون ذكر قصة دخوله -صلى الله عليه وسلم- على امرأة حمزة. فقد أخرج البخاري (٨/ ٧٣١رقم ٤٩٦٤) في تفسير سورة الكوثر من كتاب التفسير. ومسلم (١/ ٣٠٠ رقم ٥٣) في الصلاة، باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة. كلاهما من حديث أنس واللفظ لمسلم، قال أنس: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءةُ، ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "أنزلت علي آنفاً سورة"، فقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)} [الكوثر: ١ - ٣]. ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيخْتَلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي. فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك".