وأخرجه ابن جرير في تاريخه (٢/ ٥٢٩) من طريق محمد بن إسحاق، حدثني الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: إن الله عز وجل أنزل في، ذلك من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقول أصحابه: (وان عاقبتم، فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) إلى آخر السورة، فعفا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصبر، ونهى عن المثلة. اهـ. قلت: وقوله: (أنزل في ذلك ... الخ) عطف على حديث محمد بن جعفر بن الزبير الذي سبق ذكره في شواهد الحديث السابق، بنحو القصة المذكورة في هذا الحديث، مع الخلاف في بعض اللفظ. وقد رواه ابن إسحاق عن الحكم من غير واسطة، وصرح بالتحديث. أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٦٢ - ٦٣ رقم ١١٠٥١) من طريق أحمد بن أيوب بن راشد، ثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن كعب القرظي والحكم بن عتيبة، عن مقسم، ومجاهد، عن ابن عباس قال: لما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حمزة فنظر إلى ما به قال: "لولا أن تحزن النساء ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطيور حتى يبعثه الله مما هنالك". قال: وأحزنه ما رأى به فقال: "لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم" فأنزل الله عز وجل في ذلك: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) إلى قوله: {يمكرون} ثم أمر به فهيء إلى القبلة، ثم كبر عليه تسعاً، ثم جمع عليه =