وأما ذكر قطعه نصفين فظاهر روايتي البخاري أنه لم يكن كذلك. وأما شق الحديث الثاني وهو؛ ذكر هجرة جعفر -رضي الله عنه -، وزوجته ورجوعهما إلى المدينة والرسول -صلى الله عليه وسلم- بخيبر، فهو ثابت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: بلغَنا مخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه وأنا وأخوان لي أنا أصغرهما: أحدهما أبو بردة، والآخر أبو رُهْم، إما قال: بضعاً، وإما قال: ثلاثة وخمسين، أو اثنين وخمسين رجلاً من قومي، قال: فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة؛ فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً. قال: فوافقنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين افتتح خيبر، فأسهم لنا، أو قال: أعطانا منها. وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئاً؛ إلا لمن شهد معه- إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم ... الحديث بطوله. أخرجه البخاري (٦/ ٢٣٧رقم٣١٣٦) في فرض الخمس، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين، و (٧/ ١٨٨رقم ٣٨٧٦) في مناقب الأنصار، باب هجرة الحبشة، و (٧/ ٤٨٤ - ٤٨٥ و ٤٨٧ رقم٤٢٣٠و٤٢٣٣) في المغازي، باب غزوة خيبر. وأخرجه مسلم واللفظ له (٤/ ١٩٤٦رقم ١٦٩) في فضائل جعفر وأسماء وأهل سفينتهم من كتاب فضائل الصحابة. وأما شقه الثالث وهو: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا أدري بأيهما أنا أفرح ... " الخ. فهو حسن لغيره يأتي في الحديث رقم (٦٤٦).