وأما ما ذكره هو والفلاس عنه من كثرة التصحيف، فالظاهر أنها كثرة نسبية لم تبلغ الحدّ الذي يقدح في ضبطه، وهذا شعبة وهو أمير المؤمنين في الحديث يقول عنه أبو داود: يخطيء فيما لا يضره، ولا يعاب عليه -يعني في الأسماء-، وقال العجلي: كان يخطيء في أسماء الرجال قليلاً، وقال الدارقطني: كان شعبة يخطيء في أسماء الرجال كثيراً لتشاغله بحفظ المتون -كما في ترجمته في التهذيب (٤/ ٣٤٥ - ٣٤٦) -، وها هو الذهبي -رحمه الله- يذكر عبد الله هذا في الميزان (٢/ ٤٢١ رقم ٤٣٠٩) ويقول عنه: "من ثقات البصريين ومسنديهم"، وذكره في الكاشف (٢/ ٨٥رقم ٢٧٤١)، واختار قول أبي حاتم: "ثقة رضيّ"، وذكره في "من تكلم فيه وهو موثق" (ص ١٠٨ رقم ١٧٩) وقال عنه: "ثقة"، والقول بتوثيقه هو الذي اختاره الشيخ عبد العزيز التخيفي في رسالته عن المتكلم فيهم من رجال التقريب (٢/ ٢٦ - ٢٩ رقم١٠٦). والراوي عن عبد الله بن رجاء هو الهلال بن العلاء الرّقي، وتقدم في الحديث (٤٨٦) أنه صدوق. وشيخ الحاكم هو الِإمام المحّدث القدوة، أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان، الهمذاني، الجلّاب، أحد أركان السنة بهمذان./ السير (١٥/ ٤٧٧رقم ٢٦٩). الحكم علي الحديث: الحديث بإسناد الحاكم حسن لذاته كما يتضح من دراسة الِإسناد، وهو صحيح لغيره حيث أخرجه البخاري ومسلم كما سبق، والله أعلم.