والحديث بمجموع هذه الطرق الثلاث يكون حسناً لغيره. وله شاهد من حديث أبي ذر نفسه، وعلي، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن سمرة، وأبي هريرة -رضي الله عنهم-، وشاهدان مرسلان، الأول من حديث مالك بن دينار، والآخر من حديث ابن سيرين. أما حديث أبي ذر -رضي الله عنه- يرفعه، فلفظه: "ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق، ولا أوفى من أبي ذر، شبه عيسى بن مريم". فقال عمر بن الخطاب -كالحاسد-: يا رسول الله، أفنعرف ذلك له؟ قال: "نعم، فاعرفوه". أخرجه الترمذي (١٠/ ٣٠٣ - ٣٠٤رقم٣٨٩٠) في مناقب أبي ذر من كتاب المناقب واللفظ له، ثم قال عقبه: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى بعضهم هذا الحديث فقال: أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى بن مريم". وابن حبان في صحيحه (ص ٥٦٠ رقم ٢٢٥٨ و ٢٢٥٩). والحاكم في المستدرك (٣/ ٣٤٢)، وقال: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وأبو نعيم في المعرفة (١/ ل ١٢٧ ب). وأما حديث علي -رضي الله عنه- فيرويه شريك، قال: حدثنا سليمان بن مهران، قال: سمعت شقيق بن سلمة يقول: سمعت حلاّماً الغفاري يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول، فذكره بنحوه. أخرجه الطبري في الموضع السابق من تهذيب الآثار برقم (١٨). وبحشل في تاريخ واسط (ص ١٤١). =