دراسة الِإسناد: الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "تفرد به عبد الله بن واقد، وهو ضعيف"، وقصد الذهبي أن ابن واقد تفرد بالحديث من هذه الطريق، وإلا فقد روي من طرق أخرى كما سبق. أما عبد الله بن واقد هذا، فهو ليس بأبي رجاء الحراني، ذاك متروك كما سبق في الحديث (٥٠٦)، وهذا ضعيف قال عنه ابن معين: ليس بشيء، وقال الأزدي: عنده مناكير، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال النسائي: فرَّق الأزدي بينه وبين أبي رجاء عبد الله بن واقد الحراني، قال ابن حجر: وقد أصاب -يعني الأزدي- في ذلك؛ فإن هذا أقدم من أبي رجاء عبد الله بن واقد الحراني. اهـ. من الضعفاء للعقيلي (٢/ ٣١٢)، والميزان (٢/ ٥١٩رقم ٤٦٧٣)، واللسان (٣/ ٣٧٤ رقم١٤٩٣). قلت: ومما يدل على ضعف ابن واقد تفرده بهذه الطريق، ومخالفته للرواة الآخرين الذين رووا الحديث عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد. وتقدم أن الحديث روي عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد، عن عبادة، وعن ابن خثيم، عن إسماعيل، عن أبيه، عن عبادة، والصواب الأخير، لأن الرواية عن ابن خثيم، عن إسماعيل، عن عبادة من طريق إسماعيل بن عياش، وتقدم في الحديث (٦٨٣) أن ابن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وهذا من روايته عن غير أهل بلده، فعبد الله بن خثيم حجازي كما سيأتي، وقد قال الهيثمي آنفاً: "إسماعيل بن عياش رواه عن الحجازيين، وروايته عنهم ضعيفة"، وأما بقية الرواة، فكلهم يروي الحديث عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد، عن أبيه، عن عبادة. وإسماعيل بن عبيد، ويقال: ابن عبيد الله بن رفاعة بن رافع العجلاني =