أما الحديث بالطريق الثانية فهو من رواية الواقدي، وتقدم في الحديث (٥٧٧) أنه متروك. ومع ذلك فهو من رواية داود بن الحصين، عن عكرمة، وتقدم في الحديث (٦٥٥) أن روايته عنه منكرة. الحكم علي الحديث: الحديث ضعيف بالطريق الأولى لجهالة أبي حفص الأعشى، ويعقوب الضبي، وتقدم نقل تضعيف ابن حجر له. أما بالطريق الثانية فهو ضعيف جداً لأجل الواقدي. وأما النكارة التي قصدها الذهبي، فلأجل تفرد يعقوب بن يوسف بالحديث عن أبي حفص الأعشى، في الطريق الأولى. وأما الطريق الثانية، فمع وجود الواقدي في الإسناد، فإنها من رواية داود بن الحصين، عن عكرمة، وتقدم أن هذه الرواية منكرة. وأما إشارة الحباب بن المنذر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر فقد أخرجها ابن إسحاق في المغازي -كما في سيرة ابن هشام (٢/ ٢٧٢) -، فقال: حُدِّثت عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة؛ فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس، حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغوّر ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً، فنملؤه ماءً ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أشرت بالرأي"، فنهض =