وأخرجه ابن ماجه (٢/ ٧٦٥ - ٧٦٦ رقم ٢٢٨١) في التجارات، باب السلف في كيل معلوم ... ، من طريق الوليد بن مسلم أيضاً، به بلفظ: جاء رجل إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، فقال: إن بني فلان أسلموا -لقوم من اليهود-، وإنهم قد جاعوا، فأخاف أن يرتدوا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من عنده؟ " فقال رجل من اليهود: عندي كذا وكذا -لشيء قد سمّاه-، أراه قال: ثلاثمائة دينار بسعر كذا وكذا من حائط بني فلان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بسعر كذا وكذا إلى كذا وكذا، وليس من حائط بني فلان". هكذا أخرجه ابن ماجه مختصراً، ولم يذكر اسم زيد بن سعنة. دراسة الإسناد: الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "ما أنكره وأركّه!! لا سيّما قوله: مقبلًا غير مدبر؛ فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال". قلت: الحديث في سنده حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، ويقال: حمزة بن محمد بن يوسف، وهو مقبول./ ثقات ابن حبان (٤/ ١٧٠)، والتهذيب (٣/ ٣٥ رقم ٥٨)، والتقريب (١/ ٢٠١رقم ٥٨٣). وقد أعلّ الذهبي الحديث من جهة متنه؛ بأن غزوة تبوك لم يكن فيها قتال، فكيف يقال عن زيد -رضي الله عنه-: "وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي زيد في غزوة تبوك مقبلًا غير مدبر"؟ فظاهر هذا الكلام أن غزوة تبوك كان بها قتال استشهد به زيد -رضي الله عنه-، وليس الأمر كذلك، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذهب إلى تبوك، وأقام بها مدة، ثم رجع ولم يشهد قتالاً، وانظر في ذلك سيرة ابن هشام (٤/ ١٦٨ - ١٧٢). الحكم على الحديث: الحديث ضعيف بهذا الإسناد لجهالة حال حمزة بن يوسف، ومتنه منكر لما مرّ =