وقال الشيخ أحمد شاكر في حاشيته على المسند (١/ ٣٧٣رقم٤٩٠) و (٢/ ١٤رقم ٥٥٦): "إسناده صحيح". قلت: وإنما هو حسن فقط، فإن عاصماً كما تقدم في الحديث (٥٠٨): صدوق. فهذان الحديثان فيهما دلالة على أن رقية -رضي الله عنها- ماتت وقت بدر، وانظر التاريخ الصغير للبخاري (١/ ١٧ - ١٩)، والإصابة لابن حجر (٧/ ٦٤٨ - ٦٥٠). وأما وفادة أبي هريرة -رضي الله عنه- فكانت وقت خيبر، بدليل ما رواه البخاري في صحيحه (٦/ ٣٩رقم ٢٨٢٧) في الجهاد، باب الكافر يقتل المسلم، ثم يسلم فيسدّد بعد، ويقتل، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بخيبر بعدما افتتحوها، فقلت: يا رسول الله، أسهم لي، فقال بعض بني سعيد بن العاص: لا تسهم له يا رسول الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قَوْقل، فقال ابن سعيد بن العاص: واعجباً لوبرٍ تدلّى علينا من قدوم ضأن ينعى علي قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي، ولم يُهنّي على يديه ... الحديث. فهذا الحديث فيه دلالة على أن وفادة أبي هريرة كانت وقت خيبر، وكان ذلك في المحرم سنة سبع -كما في الإصابة (٧/ ٤٣٥) -. وأما سماع المطلب بن عبد الله بن حنطب من أبي هريرة، فتقدم قريباً ذكر قول البخاري: "ولا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة". وفي جامع التحصيل (ص ٣٤٧ رقم ٧٧٤) والمراسيل لابن أبي حاتم (ص٢٠٩ - ٢١٠رقم٣٨٠) أن رواية المطلب عامتها مرسلة، وأنه لم يدرك أحداً من الصحابة إلا سهل بن سعد، وأنساً، وسلمة بن الأكوع، ومن كان قريباً منهم. وأنه لم يسمع من جابر، ولا من زيد بن ثابت، ولا من عمران بن حصين، =