فهذه مخالفة من ابن علية لسفيان الثوري في وصل الحديث وإرساله، وكلاهما إمامان، إلا أن الثوري أوثق من ابن علية. فالثوري ثقة حافظ فقيه، عابد إمام حجة -كما في الحديث المتقدم برقم (٦٥٧) -. وأما ابن عُلَيَّة فسبق في الحديث رقم (٧٠٩) أنه: ثقة حافظ. ولعل الخلاف هنا لا يضر -إن شاء الله-؛ لأن أبا بكر سمع الحديث من جدته الشفاء، ومن حفصة، فحدث به عن هذه مرة، وعن هذه أخرى، وساقه على الحكاية من نفسه لتيقنه بالقصة، والله أعلم. قال الحاكم عقب روايته للحديث:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ١١٢) بعد أن عزاه لأحمد فقط:" رجاله رجال الصحيح". وصححه الألباني في سلسلته الصحيحة (١/ ١٢٩رقم ١٧٨)، فيكون الحديث بمجموع هذه الطرق صحيحاً لغيره، والله أعلم.