فإن قال قائل: إن عبد الله بن المؤمل ليس ممن يحتج بحديثه لضعفه، وقد انفرد بهذا الحديث، قيل له: هو سيء الحفظ فلذلك اضطربت الرواية عنه، وما علمنا له ضربة تسقط عدالته، وقد روى عنه جماعة من جلّة العلماء، وفي ذلك ما يرفع حاله، والاضطراب عنه لا يسقط حديثه؛ لأن الاختلاف على الأئمة كثير، ولم يقدح ذلك في روايتهم، وقد اتفق شاهدان عدلان عليه، وهما الشافعي، وأبو نعيم، وليس من لم يحفظ ولم يُقم، حجة كل من أقام وحفظ". اهـ. قلت: لم يطلع ابن عبد البر على متابعة محمد بن ماهان، وحميد بن عبد الرحمن للشافعي، وهي موافقة لروايته -كما يتضح من سياقها-. وكان قد سبق ابن عبد البر إلى ترجيح هذه الرواية الدارقطني -رحمه الله- في العلل حيث قال: "والصحيح قول من قال: عن عمر بن محيصن، عن عطاء، عن صفية، عن حبيبة بنت أبي تجراة، وهو الصواب". اهـ. من نصب الراية (٣/ ٥٧). الحكم على الحديث: الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لما تقدم في دراسة الإسناد، وهو ضعيف فقط من طريق الشافعي ومن وافقه على الرواية لحال ابن المؤمل. فهذا انضمت رواية منصور بن عبد الرحمن التي هي حسنة لذاتها ومرّ ذكرها =