عق رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- عن الحسن والحسين بكبشين. أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (١/ ٤٥٦). وابن حبان في صحيحه (ص ٢٦١ رقم ١٠٦١). كلاهما من طريق ابن وهب، أنبأ جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس، به. وعلته تدليس قتادة، فقد تقدم في الحديث (٧٢٩) أنه مدلس من الثالثة، فهو شاهد يرتقي به الحديث للحسن لغيره. وله شواهد أخر، وفيها اختلاف في الرواية، بعضها يذكر فيه: "بكبشين"، وبعضها: "بكبش"، ولا يمكن حمل الحادثة على التعدد، لأن العقيقة لا تكون إلا مرة، وقد تطرق لهذا الاختلاف الطحاوي في الموضع السابق، ولم يتضح لي ترجيحه لشيء من الروايتين، وتطرق له الألباني في الِإرواء، فذكر جملة من الأحاديث الواردة في هذا الشأن، ثم قال (٤/ ٣٨٤): "يلاحظ القارىء الكريم أن الروايات اختلفت فيما عق به -صلى الله عليه وسلَّم- عن الحسن والحسين -رضي الله عنهما-، ففي بعضها أنه كبش واحد عن كل منهما، وفي أخرى أنه كبشان، وأرى أن هذا الثاني هو الذي ينبغي الأخذ به، والاعتماد عليه، لأمرين: الأول: أنها تضمنت زيادة على ما قبلها، وزيادة الثقة مقبولة، لا سيما إذا جاءت من طرق مختلفة المخارج كما هو الشأن هنا. والآخر: أنها توافق الأحاديث الأخرى القولية في الباب، والتي توجب العق عن الذكر بشاتين، كما يأتي (بيانه) قريباً بعد حديث -إن شاء الله تعالى-". اهـ. والله أعلم.