للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد حفظه، فنهته قريش، وقالوا: تكتب كل شيء ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر يتكلم في الغضب والرضى؟ قال: فأمسكت عن الكتاب، حتى ذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأومأ بإصبعه إلى فيه، وقال: "اكتب، فوالذي نفسي بيده، ما يخرج منه إلا حق" (١).

وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ما من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أحد أكثر حديثاً عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب، ولا أكتب (٢).

وكان التثّبت في تلقي الأحاديث معمولًا به لدى صحابته -صلى الله عليه وسلم-. ففي حديث أبي موسى الأشعري أنه جاء إلى عمر بن الخطاب، فقال: السلام عليكم، هذا عبد الله بن قيس، فلم يأذن له، فقال: السلام عليكم، هذا أبو موسى، السلام عليكم، هذا الأشعري، ثم انصرف، فقال: ردوا علي، ردوا علي، فجاء، فقال: يا أبا موسى، ما ردك؟ كنا في شغل، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك، وإلا فارجع"، قال: لتأتيني على هذا ببينة، وإلا فعلت، وفعلت، فذهب أبو موسى. قال عمر إن وجد بينة تجدوه عند المنبر عشية، وإن لم يجد بينة، فلم تجدوه، فلما أن جاء بالعشيّ، وجدوه، قال: يا أبا موسى، ما تقول؟ أقد وجدت؟ قال: نعم، أبيّ بن كعب، قال: عَدْلٌ، قال: يا أبا الطفيل، ما يقول هذا؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك يا ابن الخطاب، فلا تكونن عذاباً على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: سبحان الله! إنما سمعت شيئاً، فأحببت أن أتثبت (٣).


(١) أخرجه أبو داود (٤/ ٦٠ رقم ٣٦٤٦) في العلم، باب كتاب العلم.
(٢) أخرجه البخاري (١/ ٢٠٦ رقم ١١٢) في العلم، باب كتابة العلم.
(٣) أخرجه البخاري (٤/ ٢٩٨ رقم ٢٠٦٢) في البيوع، باب الخروج في التجارة. ومسلم (٢/ ١٦٩٦ رقم ٣٧) في الآداب، باب الاستئذان، واللفظ لمسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>