أما ما استنتجته " المؤيد " و" المنار " و" الاتحاد العثماني " مما هو متعلق بالإسلام فهو مهم في بابه وكنا نحب أن نقول: إنها جاءت في أوانها لولا أن هذا القول متعذر علينا، إذ أن العالم الإسلامي ليس مُهَدَّدًا فقط بالغارة والفتح بل هو قد أغير عليه وافتتح وأصبح مغلوبًا على أمره، تلك عاقبة غلطات وهفوات الذين تولوا مهمة إنقاذه فتدهوروا به في هاوية الهلاك وأعينهم في سِنَةٍ وَنَوْمٍ.
كانت مكانة الخلافة الإسلامية مشرفة على السقوط في كل الجهات ثم حدث الانقلاب العثماني فخيل إلى الناس أن الخلافة قد عادت سيرتها الأولى عقب استظهار الحرية على الحكومة الحميدية وكان في استطاعة المسلمين يومئذ أن يبذلوا جهدهم لإحياء حضارة إسلامية مستقلة وقد كانت أوروبا الحرة في ذلك الحين تشد أزرهم ولكن الذين أنقذوا