الدولة العثمانية من ربقة الاستبداد وهتفوا بمبدأ المساواة هم الذين أرهقوا الولايات بعد ذلك باستبدادهم الذي فاقوا فيه الاستبداد الحميدى، فنصبت المشانق في دمشق وسفكت الدماء في آسيا الصغرى واندلع لهيب الثورات في ألبانيا، وبموجب سُنَّةِ الكَوْنِ التي تربط الأسباب بمسبباتها سلخت النمسا ولايتي البوسنة والهرسك عن السلطنة في مقابل ٥٣ مليونًا من الفرنكات لم يبق سوى أن نعرف من الذي تناول هذه المبالغ وفي سنة ١٩١١ أنجزت أركان حربية النمسا خريطة بلاد الأرناؤوط.
ثم حدثت بعد ذلك إغارة إيطاليا على طرابلس الغرب فلم تلق فيها مقاومة ولم تسفر هذه الحادثة إلا عن طلب الإعانات في الصحف، وتبعها حادث استيلاء الإيطاليين أيضًا على جزر الأرخبيل وتقسيم الأملاك العثمانية في أوروبا. والظاهر أن الجيش العثماني المنظم والقوي أصبح لا وظيفة له إلا المباهاة بشكله بدون أن