وأخيرا، لكي تعرف الإمبريالية سلبياتنا وأحيانا لكي تزيد في عددها، تملك بالتأكيد في كل بلد من بلاد العالم الثالث جهازا يتألف من مخبرين يستطيعون، إذا اقتضت الحاجة، أن يتحولوا إلى عملاء منفذين، وإلا، فإن الإمبريالية ليست سوى طفل بريء نحمل عليه بخبث.
عندما لا نملك تجربة عملية في هذا الميدان، يجب علينا على الأقل أن نتحلى بالفطرة السليمة، إن مجرمي طهران الذين عزلوا مصدق عن الحكم في سنة ١٩٥٣، لم يخرجوا من العدم في خلال ثلاثة أيام، وإنما جاؤوا من جهاز كون في البلد تحسبا للأحداث.
انطلاقا من هنا، تصبح المسألة مسألة عملية [عملاتية]، لن تكون اليقظة بذات نفع إذا كانت تؤدي إلى العدم، إذا وجد الإهمال والمحاباة في هذه الجهة من السواتر، فإنها ستكون غير مجدية.
وإذا كنا نريد أن نترجم تجربتنا في الأفكار بالعمل، فإنه من الواجب أن نحترم أصول الفعالية في هذا العمل.