جهة أخرى: الوسيلة التي تسمح بالتغلب عليها، وهذه الأسباب تكمن بادئ الأمر فينا نحن، في وعينا أو في من حولنا من الجهة هذه من المتراس.
وليس هذا بالتفتيش في وعي الأجنبي الذي يأتي إلى بلادنا لنعرف تلك الأسباب، بل بالتفتيش في وعينا نحن. إذ لا يتعلق الأمر بالقشة التي في عين جارنا، بل بالعارضة التي في عيننا.
من المشجع أن نلاحظ أن موقفا جديدا في هذا الصدد قد بدأ يظهر.
الفاعلية والعمل
لقد تناول حسنين هيكل هذه المسألة بشجاعة في افتتاحيته الأخيرة. فهو يعطي في عدة أسطر غاية في الصراحة مثال الاعتراف بالذنب الذي وإن كان لا يصرح بكل شيء، فإنه يعطي النقاط الرئيسة، فهو يقول:"يجب على كل من أن يقدم حساباته، يجب علينا أيضا أن نفهم بعض الدروس".
من جهة أخرى، يندد رئيس تحرير الأهرام باستعمالنا المفرط للكلمات، وهذا لا يمثل في الواقع خطأنا الوحيد، ولا، وللأسف، سلبيتنا الوحيدة، ولكن مع ذلك هذا دليل وعي جدي سيقلق الإمبريالية بالتأكيد، وهي ستكون خاسرة بالتأكيد على المدى الطويل، وإن كانت تبدو على المدى القصير منتصرة في سيناء.
منذ الآن، يجب على الإمبريالية أن تأخذ بالاعتبار أن العالم العربي بدأ ثورته الثقافية كما يدل على ذلك "الاعتراف بالذنب" الذي أشرنا إليه والذي يستحق أن يتكرر كثيرا في أبعد أعماق وعينا.
ولكن يوجد على ما ييدو، وكما يفترضه النموشي في آخر مقالاته، أناسا يخافون الاعتراف بالحقائق المكبوتة في أعماق كيانهم. الزمن وحده سيتكفل بحملهم على الاعتراف.