للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

انطلاقا من هنا يكتسب موضوع اليقظة كامل مغزاه، لأن كل سلبياتنا في الإطار الأخلاقي والاجتماعي، وفي الإطار الاقتصادي والفكري، تصب بفعل آلية المواقف التي يسيطر عليها مبدأ توازن القوى في مصلحة الإمبريالية.

وإذا كان من الصعب أن نتنبأ باحتمال صعب على الجبهة، أو أن نتوقع نتيجة الحرب، فإننا نستطيع مع ذلك أن نؤكد مسبقا تمام التأكيد، أن كل سلبيات البلد ستقوم بدور حاسم فيها.

وهكذا، فإن ما يهمنا أولا بأول هو الأسباب التي تخلق تلك السلبيات؛ والعوامل التي تزيدها؛ والعوامل التي تضعها في حساب الإمبريالية.

إذا كان لكلمة اليقظة معنى، فإن معناها في بادئ الأمر إدراكنا لهذه السلبيات. فإذا كانت قطاراتنا لا تصل في أوقاتها المحددة، وإذا كانت مركباتها لا تخضع لصيانة جيدة، فهذا أمر سلبي، وإذا لم تسلم حتى الآن قطعة منذ سنة، فهذا أمر سلبي آخر، وإذا اتحل مشكلة كان يجب أن تحل منذ شهرين مضيا، ربما بحجة أننا في حالة حرب، فإن هذا أمر سلبي يدخل في حساب العدو.

ونزف الكادرات الذي تكلم عنه الرئيس بومدين في (نادي الصنوبر) هو أيضا أمر سلبي.

وبشكل عام، إذا أدركنا الانحطاط في عاداتنا، إذا تحدينا قوانيننا، إذا أفسدنا إطارنا الثقافي، وعلى الأخص بالتضحية بجمال مدننا وهدوئها، إذا لم نعرف كيف نحتفظ بالمحصول الممتاز للزمن الصعب، كما كان محصول سنة ١٩٦٣ ومحاصيل غيرها من السنوات أيضا، كل هذا يدخل مسبقا في حساب وضع صعب محتمل تستفيد منه الإمبريالية.

بناء عليه، فإن ما يهمنا هو معرفة أسباب كل هذه السلبيات من جهة، ومن

<<  <   >  >>