فلو عدنا إلى تاريخ ثورتنا، لرأينا أنها في الأول من نوفبر- تشرين الثاني- باغتت لأول وهلة الاستعمار؛ لأن قادتها بالضبط لم يكونوا معروفين بعد لديها، ولم يكن الاستعمار يعرف بعد إن كانوا يحبون القهوة أو شراب اليانسون، على سبيل المثال.
بالطبع، إذا طلبنا منه أن يسمح لنا بإلقاء نظرة على صناديقه، فإن جوابه سيكون على الأرجح الرفض لطلبنا. هذا أمر مفروغ منه.
ماذا أقول؟ الإمبريالية لا تحب حتى أن نتكلم عنها. وإذا لم تخني الذاكرة، هناك شخص تكلم عنها منذ حوالي ثلاث سنوات في صحف هذا البلد. وعلى الفور انتصب قلم محرك من الخارج ليتهكم بقوله:"الملف؟ .. ها! ها! هي .. ".
لكن ضحكة الإمبريالية كانت ضحكة صفراء؛ ونحن نعرف لماذا ... لأنها لا تحب أن يتكلم أحذ في العالم الثالث عن ملفها.
إنه من واجبنا نحن أن نحمي أنفسنا من تأثير هذا السلاح؛ وهذا يعني أنه لو سمح لنا- وإن كان ذلك أمرا غير معقول- أن نلقي نظرة على الملف الذي يسمح للإمبريالية أن تقوم بعملياتها الضرورية، في زمن الحرب، أو في زمن السلم، فإن ما سيهمني بادئ الأمر ليس في أسماء (السواح) الزائرين.
من التقصير ... إلى التآمر
وليس اسم تشومبي حتى هو الذي سيسترعي انتباهي، في بادئ الأمر، وإنني أتساءل حتى إذا ما كانوا أرسلوه إلينا كهدية في هذه اللحظة بالذات للفت انتباهنا عن مسائل كبيرة تهمهم. إن ما يهمنا هو ما يبقى على احتكاك مستمر معنا. وهذا ما هو حري أن تستعمل ضد البلد، بواسطة التقصيرات، والإهمالات الفردية وحتى التآمرات.