لندع المؤرخين في حيرتهم هنا ... ولنختر بأنفسنا واحدة من خصائص عصرنا الأساسية التي تهمنا بصورة خاصة.
فالقرن العشرون هو فعلا عصر المساحات الكبرى المخططة أيضا. ولنقل بطريقة مباشرة: إن البشرية قد دخلت في عصر التخطيط ب بعض الأمثلة المدهشة. وهذه إحدى نتائج تسارع خطا التاريخ. وليست هناك أي حاجة إلى مدى أو أيديولوجية الاتحاد السوفياتي أو الصين (اللذين يقدمان أمثلة تزيدنا دهشة بأبعادها ونجاحها)، لكي تقوم بعمل ما حتى في بلد ذي أبعاد متواضعة.
فالظاهرة عامة. والاستثناءات حالات مرضية ترتبط بالمعالجة الاجتماعية.
حتى السويد، فقد حققت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تحولا جذريا في بنيتها الزراعية بالتخطيط المناسب. إذ حلت منتجات الأشجار مكان سائر الزراعات الغذائية. وتحولت كل أراضيها الصالحة للزراعة إلى غابات، جعلت من هذا البلد واحدا من أوائل المنتجين لمادة (السليلوز) في السوق العالمية. ومن الطبيعي أن أي امرىء يفكر أن المزارعين السويديين ما كانوا يقومون بمثل هذا العمل؛ لو لم يروه أوفر ربحا.
هنا، نقع بطريق المصادفة على واحد من جوانب التخطيط غير المتوقعة، وليس الأشد إهمالا: إنه الجانب النفسي.
ذلك أنه ينبغي على الخطة، أن تتوقع في إطارها المفاهيمي كما في إطارها التنفيذي كل الشروط المعنوية والمادية لنجاحها؛ وهي مجموعة شروط، تحدد تماما التقنية المعقدة للخطة. ولكن واحدا من هذه الشروط التي تمس مباشرة الجانب التقني للخطة هو وحدة المفهوم. ففي بلد يسير في طور النمو- مثلما كان الاتحاد السوفياتي في سنة ١٩١٨ والصين في سنة ١٩٤٨ - يجب على الخطة أن تكون على الأخص (موحدة) وليست