التي استقلت حديثا، والتي استدعته لهذا الصدد، لقد بذل جهدا كبيرا، وشمر عن ساعديه، وضرب بعصاه السحرية، ولكن شيئا لم يخرج من علبة هذا الساحر، اللهم سوى بعض الخيبة.
ولنقل على هامش حديثنا لهؤلاء الناس الذين ينطقون بأصوات أناس آخرين، لا يريدون أن يعرف أنهم مصدر تلك الأصوات، لنقل للذين يظنون أن المشكلة الاقتصادية هي قضية لغة أو كلام محرف، لنقل لهم إن القضية ليست حتى قضية أرقام، وإلا لما كان ساحر أرقام مثل (شاخت) ليفشل في مهماته الآسيوية.
ولكن، لنتجاوز هذا الأمر ...
ولنلاحظ رغم ذلك هذا التأثير غير المتوقع للثقافة، حتى في الميدان الاقتصادي، غير أنني لا أعتقد أن الأسبوع الثقافي الباهر الذي تم افتتاحه مؤخرا في قسطنطة، يعكس مثل هذا التأثير في نظر الزائر أو المشاهد الذي يشارك في مسيرة هذا الاحتفال، بانتباه قد يكون شديدا، وقد لا يكون.
هنا، تبدأ المشكلة فعلا بإثارة اهتمامنا، ونحن- في الواقع- في مرحلة تحجب فيها الظاهرة الخارجية نوعا ما الطبيعة العميقة.
وهذا أمر يعرفه علماء الطبيعة منذ أمد بعيد: إن بعض الظواهر العرضية تضلل الأفكار حين تحجب- بشكل تام، أو تقريبي - الظواهر التي تكون موضوع الدراسة.
إن مفهوم الثقافة أيضا محجوب اليوم بعض الشيء بالإنتاجات الثقافية التي تعرض أمام أعيننا في أشكال فولكلورية وحرفية، وذلك أثناء هذه الاحتفالات المثيرة للاهتمام، والتي علينا أن نشجعها.
إننا نجد - في بعض الأحيان، على مقربة من مصنع للمعادن- أكواما من المناشير، أو بقايا المعادن، أو حتى صفائح جميلة من الفولاذ، تأتي كلها من آلات الصقل أو التلميع أو من آلات التركيب. ونجد ضمن هذا المصنع كذلك آلات جميلة جدا.