يجب وضع حد لكل ذلك، وأن نجد هذا الحد بهدوء، ودون ضوضاء.
لقد كدنا نجده في مؤتمر (باندونغ) الذي ألقى عليه (جان روسي) لقب (مؤتمر الشرف)، لما كان فيه من تنظيم عال، ولأننا لم نكتف فيه بالصراخ والتعبير بالحركات الكثيرة وحسب. لقد كان ذلك انتصارا معنويا للشعوب الإفريقية والآسيوية: إنه انتصار التفكير على ردات الفعل.
كان ذلك مهما جدا، ولكنه لم يكن كافيا، بل كان يجب أن ينبثق من هذا التفكير سلسلة تغييرات حقيقية وثورية، في العلاقات بين البلدان المعنية، وفي العلاقات المشتركة مع عالم الاستعمار والتطور، أو عالم الاستعمار الجديد، كما تشاء، وللأسف، ظل مؤتمر (باندوغ) دون نتيجة، فقد تم وبكل بساطة الاكتفاء بتكرار الصيغة: فليسقط الاستعمار، والاستعمار الجديد، والإمبريالية ..
وباشر شارحون ملهمون- نعرف هويتهم- بالعمل على دراسة كلمة (الإمبريالية)، وكان في نظرهم إمبرياليتان: إمبريالية (اليمين) وإمبريالية (اليسار).
قد يكون المصطلح السياسي في الدول المتخلفة ربح مفردة جديدة، ولكن تخلف تلك الدول ربح كذلك قليلا، ماذا أقول؟ لقد تفاقم وتقدم خطوات وخطوات.
وحقا (تلاميذهم) الأطباء والمهندسون والأساتذة إلخ ... الذين دربوا على نفقتهم، رحلوا وسلكوا الطريق ذاتها التي تسلكها المواد الأولية (بترول- مطاط- إلخ)، واستقروا في البلاد المتقدمة.
ولكي نفهم خطورة تلك المشكلة، يترتب علينا أن نقرأ حول هذا الموضوع من منظمة الأمم المتحدة، فعالم الاجتماع الإيراني الذي أوكل إليه وضع هذا التقرير، يبين كيف أن الدول الصناعية تضخ بكل ما في الكلمة من معنى أدمغة العالم الثالث، كما تفعل بالنسبة لموادها الأولية. هناك رقم لم يذكر في التقرير، ولكنه يعطي فكرة عن