للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يجب علينا أن نستيقظ ونتساءل إذا كان حلمنا ذاته فخا؟ كذلك يجب أن نتساءل ما إذا كانت الإمبريالية تدفعنا إلى الحلم تماما، لكي تلفت انتباهنا عن بعض الوقائع الملموسة التي تعيق حساباتها؟

يخطر ببالي على وجه التحديد ذلك الواقع الإفريقي- الآسيوي الذي تجسد في (باندونغ) سنة ١٩٥٥، وذلك الرعب الذي زرعه في المعسكر الإمبريالي. فالإمبريالية كانت تعرف حتى ما كان يمثله هذا الواقع على التمام.

كانت ترى فيه، على المدى القريب، القوة الهائلة لكل الدول النامية (بكل ما تملك من مقدرات اقتصادية) منظمة في نوع من النقابة ذات البعد السياسي والاجتماعي والأخلاقي في سبيل التعبير عنه حقوق البروليتاريا الآسيوية- الإفريقية، والمطالبة بها، وهي بروليتاريا تتكون من كامل شعوب تلك البلدان، أي من أكثر من مليار نسمة.

أما على المدى البعيد، فإنها ترى أكثر من ذلك.

هناك مراقب غربي لا نشك في تجرده يقيم هذه الواقعة بقوله: " ... إن مؤتمر باندوخ لم يؤد إلى أي نتيجة مباشرة، ولكنه كان حافزا للقوى التي حددت مجرى التاريخ وصنعت العالم الذي نعيش فيه اليوم".

والواقع أنه من المنظور التاريخي، وإذا وضعنا أنفسنا في السنة ٢٠٠٠ كما فعل هذا المراقب الغربي، فإن هذا الحكم غاية في الدقة.

ولكن، هل ما يزال صالحا حتى يومنا هذا. هيهات! لقد عف الزمن على كل الأحكام التي أطلقت على مستقبل مؤتمر باندونغ، على المدى القريب وعلى المدى البعيد، لماذا؟

لكي نجاري العصر، لا بد من الإجابة بشكل آلي إلى أن ذلك يعود إلى الإمبريالية.

<<  <   >  >>