ولكن، أهذا كل شيء؟ ألا يجب أن نذكر كذلك مسؤوليتنا نحن؟ في الواقع، يعود تاريخ قشرة الموز إلى زمن بعيد. إن المستوى الذي هيأ الاستعمار عليه الانشقاق الإفريقي هو مستوى الأفكار- إذ تم العمل بادئ الأمر على الصعيد الفكري. وفصل رجال النخبة الإفريقية بعضها عن البعض الآخر.
وعوارض الانشقاف ظهرت بادئ الأمر في مختلف مؤتمرات الكتاب السود، مثل ذلك الذي عقد في روما سنة ١٩٥٩.
إن بعضهم يدعي أن تأسيس (منظمة الوحدة الإفريقية) جاء تلبية لذاتية إفريقية:
(الإفريقانية) كما يقال. ولكن مؤتمرات الكتاب السود هيأت لذاتية أخرى، هي ذاتية الزنجية ( négritude)، إذ نستعمل هنا الكلمة التي استعملت في هذه المؤتمرات.
هكذا، وضعت في النهاية ذاتية داخل الذاتية وخلق تمييز داخل التمييز. حيث إن منظمة الوحدة الإفريقية ليست سوى طابق ثان في صاروخ أطلق ضد وحدة العالم الثالث. لقد انسحبت النخبة الإفريقية في هذه اللعبة. وإذا كنا معجبين ب (أمية سيزار) المناضل ضد الإمبريالية، المتمس أشد الحماس والمخلص أشد الإخلاص، فإننا نجد أنفسنا مجبرين، للأسف، على أن نعده في الوقت ذاته كألمع ممثل للميول الانشقاقية التي ظهرت في الأمم المتحدة.
كذلك، عندما يظهر اسمه مصحوبا باستشهاد منه في مقدمة تقرير إذاعي حول بدء السنة الجامعية- كما حصل في جامعة الجزائر منذ سنتين- فإننا لا ندري إن كان يجب أن نرى فيه الخطأ السياسي، أم الخطأ في الأسلوب. الواقع أن الخطأ ارتكب، على أقل ما يمكن. ضد الذوق السليم. ربما جعلونا هنا ننزلق في صغائر الأمور!! ولكن هذا ليس عزاء لأحد. ألم يكن من غير اللائق كذلك كل هذا الهرج والمرج حول