ففي تلك اللحظة، كان كل من يقوم بالحركة نفسها. إذ كل منا قد مسح دمعة تسللت من طرف عينه.
وربما كان لدي سباب إضافي جعلني متأثرا بتلك القصة.
ففي واحد من كتبي صدر في باريس عام ١٩٥٤، تحدثت عن الفرق الأساسي بين مفهومين يخلط بينهما الفكر الإسلامي المعاصر. إنه يخلط بين مفهوم (الأخوة) ومفهوم (المؤاخاة).
ففي المفهوم الأول فإن شعور أو مجرد كلمة من شخص وأية واقعة تربط بين رجلين، إنما هي رابطة أقوى من الرابطة التي تمليها رابطة النسب.
إنها كتلك الواقعة التي ربطت قديما بين الأنصار والمهاجرين، فأسست مجتمعا جديدا، وحضارة جديدة.
والحاج الإفريقي قد حمل بين جوانحه، في أربع سنوات من المسير في الغابات والأدغال الإفريقية ورمال الصحراء العربية، رسالة الإسلام، تلك التي عبرت القروق.
لقد طلبت من سليل الأمير الذي حدثني بتلك القصة السماح لي بروايتها بدوري للقراء الجزائريين.
ترجمة ع. م.
مجلة الثورة الإفريقية العدد ٢٦٢ - الأسبوع ٢٢ - ٢٨ من شباط (فبراير) ١٩٦٨