للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن ناحية أخرى، فإن هذه الدعسة لا تضرب على وتر واحد. بل إنها تعطي سلما كاملا من النغم. فلكل معزوفته الخاصة، حسب مزاجه، ووضعه الجغرافي، وحسب الظروف الدولية.

إن إخواننا في الكونغو، وإخواننا في كل مكان، وكل الهالكين (الذين نزلت عليهم اللعنة) على الأرض الإفريقية الآسيوية، منغمسون في هذه النشوة الساحرة. بعضهم في (نيرفانا) جزيرة الأحلام واللذائذ، والبعض الآخر في كابوس طبول يقرعها إبليس.

ولكن إذا كانت حكومة ما، أو نخبة ما، أو شعب ما، أو شخصية فريدة ما، أو إنسان ما كمصدق، إذا كان من الجرأة والصلف حيث يعكر حلم هؤلاء، وكابوس أولئك، ماذا يجري عندئذ في قاعة الاستماع؟

فيما يتعلق بمصدق، أنتم تعلمون ما جرى؟

ولكن، وبشكل عام، ماذا سيجري لآولئك الذين لا يريدون أن يعيروا آذانم لتلك الموسيقى؟ ولأولئك الذين يستمعون إلى أغانيهم الخاصة؟ ولأولئك الذين بدؤوا يتكلمون عن التغييرات، وعن التطورات، وعن الإصلاحات في معنييها- إصلاح ما بات لا يستعمل وإصلاح ما يجب أن يكيف بشكل أفضل للاستعمال- ولأولئك الذين شرعوا في المطالبه بأشكال جديدة، وبنيات جديدة، وخطى نحو الأمام؟

آه. هكذا إذن! أنتم لم تعودوا تريدود اأن تبقوا في ذلك الفساد!! ولا ذلك المستنقع الآسن!! ولا النيرفانا والتام- تام!! أنتم تريدودا، على حد قولكم، الطهارة!! والاستقامة!! والنظام! والحركة! والعمل! إذن، انتظروا!

ويضع الموسيقي الماهر رجله على الدعسة الأخرى. لهذا التغيير دلالة! إنه سلم نغم التهديد، والوعيد، والابتزاز .. هذا يعني في لغة (جان غابين Jean Gabin):

<<  <   >  >>