وأما العقل فلأن العلو صفة كمال، والله سبحانه متصف بكل كمال، فوجب ثبوت العلو له.
وأما الفطرة فإن كل إنسان مفطور على الإيمان بعلو الله، ولذلك إذا دعا ربه وقال: يارب، لم ينصرف قلبه إلا إلى السماء. والذي أنكره الجهمية من أقسام العلو علو الذات ونرد عليهم بما سبق في الأدلة (١).
[استواء الله على عرشه]
معنى استواء الله على عرشه علوه واستقراره عليه، وقد جاء عن السلف تفسيره بالعلو والاستقرار والصعود والارتفاع، والصعود والارتفاع يرجعان إلى معنى العلو. ودليله قوله تعالى:(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(طه: ٥). وقد ذكر في سبعة مواضع من القرآن في سورة الأعراف،
(١) آي أن قولهم لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف، وليس عليه دليل.