للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) (الأعراف: الاية١٤٣). فالتكليم حصل بعد مجيء موسى عليه الصلاة والسلام.

وكلام الله صفة ذات باعتبار أصله، فإن الله لم يزل ولا يزال قادراً على الكلام متكلماً، وصفة فعل باعتبار آحاده، لأن آحاد الكلام تتعلق بمشيئته متى شاء تكلم. وأكثر المؤلف من ذكر أدلة الكلام، لأنه أكثر ما حصلت فيه الخصومة ووقعت به الفتنة من مسائل الصفات.

[قول أهل السنة في القرآن الكريم]

يقولون: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود؛ فدليلهم على انه كلام الله قوله تعالى: (وَإن أحد مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ) (التوبة: الاية٩). يعني القرآن. ودليلهم على أنه منزل قولهم: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَان عَلَى عَبْدِهِ) (الفرقان: الاية١). وقوله تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ انزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام: ١٥٥). والدليل على أنه غير مخلوق قوله تعالى: (ألا لَهُ الْخَلْقُ والأمر) (الأعراف: الاية٥٤). فجعل الأمر غير الخلق، والقرآن من

<<  <   >  >>