وأما الدرجة الثانية فتتضمن شيئين: المشيئة والخلق، ودليل المشيئة قوله تعالى:(وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(إبراهيم: الاية٢٧). ودليل الخلق قوله تعالى:(الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)(الزمر: الاية٦٢).
فأما المشيئة فهي أن تؤمن بمشيئة الله العامة، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، سواء في ذلك أفعاله وأفعال الخلق، كما قال تعالى في أفعاله:(وَلَوْ شِئْنَا لَاتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا)(السجدة: الاية١٣). وقال في أفعال الخلق:(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ)(الأنعام: الاية١١٢). وأما الخلق فهو أن تؤمن أن الله خالق كل شيء سواء مما فعله أو فعله عباده. دليل الخلق في فعله قوله تعالى:(إن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالأرض فِي سِتَّةِ ايَّامٍ)(الأعراف: الاية٥٤). ودليل الخلق في أفعال العباد قوله تعالى:(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)(الصافات: ٩٦). ووجه كونه خالقاً لأفعال العباد أن فعل العبد لا يصدر إلا عن إرادة وقدرة، وخالق إرادة العبد وقدرته هو الله.