للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا إذا لم يعارض بالمسند الذي هو أقوى منه، وقد استدل الإمام أحمد بهذا الحديث، وقال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: "لا ضرر ولا ضرار" (١). وقال أبو عمرو ابن الصلاح: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه، ومجموعها يقوِّي الحديث ويحسِّنه، وقد تقبَّله جماهير أهل العلم واحتجوا به، وقول أبي داود إنه من الأحاديث التي يدور الفقه عليها؛ يشعر بكونه غير ضعيف، والله أعلم (٢).

وقيل: (٣) ينبغي أن يجعل الحديث الضعيف في هذا الباب أربعة أقسام:

١ - الضعيف المنجبر الضعف بمتابعة أو شاهد، وهو ما يقال في أحد رواته: لين الحديث أو فيه لين، وهو الحديث الملقب بالمشبه؛ أي المشبه بالحسن من وجه، وبالضعيف من وجه آخر، وهو إلى الحسن أقرب.

٢ - الضعيف المتوسط الضعف، وهو ما يقال في راويه: ضعيف الحديث، أو: مردود الحديث، أو: منكر الحديث ...

٣ - الضعيف الشديد الضعف، وهو ما فيه مُتَّهَمٌ، أو متروك.

٤ - الموضوع.

- الأمثلة:

قد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريقين أنه لعن زوَّارات القبور، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور" رواه الإمام أحمد (٤)، وابن ماجة (٥)، والترمذي (٦)، وصححه.


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (١/ ٣١٣)، وابن ماجه في "سننه": (٢/ ٧٨٤).
(٢) انظر: "جامع العلوم والحكم" (١/ ٣٠٤).
(٣) انظر: "مجموع الفتاوى" (٢٤/ ٣٥٠).
(٤) في "مسنده" (٢/ ٣٣٧، ٣٥٦).
(٥) في "سننه" (١٥٧٦).
(٦) في "جامعه" (١٠٥٦).

<<  <   >  >>