للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبيَّن مؤلف رسالتنا، بأن الصلاح محصور في الاقتداء بسنَّة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأن مسالك الصوفية لا بد أن تكون وفق القرآن والسُّنَّة (١)، وأتى بشواهد عديدة من أقوال أئمة التصوفة المشهورين بالصلاح والتحقيق.

ويلاحظ بأن مؤلفنا كان ينقم على الغزالي طرح تلك الآراء، بل ويقابلها بالاستهجان، فحين عرض الغزالي لنزول الخانقاه، قال مؤلف رسالتنا "وهذا الذي ذكره الغزالي لا يناسب تحقيقه" (٢)، وفي موضع آخر قال: ". . . وهو لم يبينه قبل، وأحال عليه، فهو عجيب منه" (٣)، وفي معرض نقده لكتاب "الإِحياء" قال: "لأن كتاب الإِحياء ليس موضوعًا للتحقيق على طريقة الفقه، وأكثره وكثير منه، مبني على كلام صوفي" (٤)

ومجمل ما انتهى إليه مؤلف رسالتنا، أن المنتسبين إلى التصوف ثلاثة أقسام:

- قسم اتبعوا ما جاء في الشرع، ووقفوا مع ما قاله علماء السُّنَّة، فهم يستحقون التعظيم ويستوجبون التبجيل والتكريم (٥).

- قسم حصل لهم غلوٌ في التصوف فابتدعوا طرقًا واخترعوا عقائدَ، ووقفوا مع ألفاظ مزخرفة جمعوها، فيدخلون في جملة الكفار، ويستحقون النار.

- قسم غلب عليهم الجهل، ووقفوا مع ما أُحدث من رسوم وتركوا النظر في المعارف والعوارف والعلوم. واحتفلوا بالرقص والسماع والشهوات، وهؤلاء


(١) الرسالة ١٢ ب -١٥ أ.
(٢) الرسالة، ٨ ب.
(٣) الرسالة، ٨ ب.
(٤) الرسالة، ٨ ب.
(٥) لم يذكر الوقف كاستحقاقٍ لهؤلاء، وإنما اكتفى بأستحقاقهم التعظيم والتبجيل والتكريم.

<<  <   >  >>