للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأَنْ يَأْكُلَ المَرْءُ أَكلَ البَعِيْرِ ... وَيَرْقُصَ في الجَمْع حتَّى يَقَعْ

وَلَوْ كَانَ طاوي الحَشَا جائعًا ... لما دار من طَرَبٍ واسْتَمعْ

وقالوا سَكِرْنا بحبِّ الإِلهِ ... وَمَا أسْكَرَ القَوْمَ إِلا القِصَعْ

كذاك الحميرُ إذَا أخصْبتْ ... يُنَقّزها ريُّها وَالشَبَعْ

[- مصاحبة المرد والأحداث]

استحل بعض الصوفية كل المحرمات والكبائر، وتظاهروا بالفسق والفجور والمخازي، فليلة الماشوش تتم علانية عند متصوفة شيراز (١). وقد روى خبرها التنوخي في مشوار المحاضرة (٢)، ذلك أن ابن خفيف البغدادي، شيخ متصوفة شيراز، وقد مات رجل صوفي من أصحابه، وخلف زوجة صوفية، فاجتمع النساء الصوفيات يعزينها، حتَّى إذا انتهت مراسيم الدفن، وصل ابن خفيف الدار وأخذ يعزي المرأة بكلام من كلام الصوفية إلى أن قال: أعزبت.

قال لها: هاهنا غير (٣).

فقالت: لا غير (٤).

فقال: فما معنى التزام النفوس آفات الهموم وتعذيبها بعذاب الغموم؟ ولأي معنى تترك الامتزاج (٥) لتلتقي الأنوار (٦) وتصفو الأرواح وتقع


(١) انظر الزيات (حبيب): كتابة الديارات في الجزء الأول من مسالك الأبصار لابن فضل اللَّه العمري، مجلة المشرق ٤٢: ١٩٤٨، ٢٩٧.
(٢) التنوخي: نشوار المحاضرة، مجلة المجمع العربي بدمشق، العدد ١٧ ص ٢٦١ - ٢٦٢.
(٣) أي هل يوجد هنا غير موافق في المذهب.
(٤) أي ليس من يخالف.
(٥) كناية عن الوطء.
(٦) أي النور الإلهي.

<<  <   >  >>