للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَصْرَيْن بالقاهِرةِ المَحْروسَة، وأجازا لي جَميعَ ما يَجوزُ لهما رِوايَتُهُ، والحمدُ

اللَّه ربِّ العالمين وصلّى على سيّدنا محمّدٍ وسلّمَ.

* * *

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للَّه العالم بما تُكنُّه الضمائرُ، المُطّلعِ على ما تُبْديهِ الألسنَةُ وما تُخْفيهِ السرائرُ، المُنعم بتنوّعِ الطاعات، ليأتيَ كلُّ أمْرٍ منها بما هوَ عليهِ قادرٌ، فَمنْ فاتَهُ نوعٌ منها، فهو على نَوْعٍ آخرَ مُثابر.

بَعَثَ مُحمدًا من أكرمِ القبائلِ وأشرفِ العناصرِ، وجَعَلَهُ مُقدّمًا في الفضل وإن كانَ وجُوْدُهُ في الزمن الآخر، وخصّه بأصحابٍ هم كالنجومِ الزّواهرِ، صَفّوَة الخَلْقِ، والقائِمونَ بالحقِّ فعليهم تُعْقدُ الخناصرُ، فهمْ أهلُ الصفاءِ، وأربابُ الوفاء، وأكابرُ السّادات، وساداتُ الأكابر، فصلّى اللَّهُ عليه وعلى آلهِ وصحبه، صلاةً يَحْصُلُ بها الأَجرُ الجزيلُ الوافرُ، وتكسو بأحْسَنِ الملابسِ وأفخرِ المفاخر.

وَبَعْدُ: فإنهُ وَقعَ البحثُ في اسم التَصوُّفِ وحقيقةِ الصوفيِّ، ومَنْ يَسْتَحقُّ رَيْعَ ما وُقِفَ أو وُصّي به للصوفية فهذِهِ ثلاثةُ مطالب.

المطلب الأول:

التَّصَوُّف: وهو عبارةٌ عن قصدِ طريقِ طائفةٍ مخصوصةٍ سُمُّوا بالصُّوفيَّة، يُتَلَبَّسُ بها فَقيلَ فيه: إنه من باب تَفَّعُّل، إذا دخَلَ في الفِعْلِ كَقَولِكَ: تَقَّمَصَ، إذا لبِسَ القميصَ.

قالَ الإِمامُ الأُستاذُ أبو القاسم، عبدُ الكَريمِ بنُ هَوَازن القُشَيرْي (١)


= المحاضرة، ٢/ ١٤٤، تاريخ الخلفاء، ٣٠٧، ابن حبيب: تذكرة النبيه، ١/ ٣٤٢، الأُدفوي: الطالع السعيد، ١٠٦.
(١) هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة النيسابوري القشيري =

<<  <   >  >>