للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأخسرون أعمالًا في الدُّنيا والآخرة (١).

أما الوقف على صوفية عصره، فلا يُقره مؤلف الرسالة للأسباب الشرعية التي أشرنا إليها. وفي ذلك قطع لمصدر ارتزاق لفئة كسولة خاملة، استنامت في عيشها إلى السهولة واليسر، واستطابت الراحة. وكان خطأ المجتمع أن وفَّرَ لها سُبل الحياة بدون تعب، فملأ الواحد منهم بطنه بلذيذ الطعام، ونام نومًا عميقًا، في انتظار الطعام الألذ، والمتعة السهلة المنال.

وصدق من قال: نعوذ باللَّه من النار، ومن الصوفي إذا عرف باب الدار.

[مؤلف الرسالة]

هو جعفر بن ثعلب بن جعفر الأُدفُوي، أبو الفضل، كمال الدِّين ولد في بلدة أُدْفُو (٢) سنة ٦٨٥ هـ = ١٢٨٦ م، وبها نشأ. ثم درس بمدرسة قُوص، التي كانت بها مدرسة تضارع مدارس القاهرة، ثم انتقل إلى القاهرة، ودرس على جملة من أساتذة العصر، منهم أبو حيَّان، محمد بن علي بن يوسف الأندلسي، أثير الدِّين، وابن دقيق العيد، وتاج الدِّين الدشناوي، وأحمد بن محمد بن أحمد، محيي الدِّين القرطبي وسواهم.

وقد وُصِفَ المؤلف بأنه مؤرخ، وله علم بالأدب والفقه والفرائض والموسيقا، وكان ينعى على علماء عصره ما وَصَلَ إليه العلم في عصره، فقال: [الكامل]

إن الدروس بمصرنا في عصرنا ... طبعت على غلط وفرط عياط

ومباحث لا تنتهي لنهاية ... جدلًا ونقل ظاهر الأغلاط

ومدرس يبدي مباحث كلها ... نشأت عن التخليط والأخلاط


(١) انظر الرسالة، ص ١٧.
(٢) وهي بلدة بصعيد مصر الأعلى بين أُسْوَان وقُوص. انظر "معجم البلدان" (١/ ١٢٦) و"شذرات الذهب" (٦/ ١٥٣) طبعة القدسي (م).

<<  <   >  >>