للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال محمد بنُ علي (١) -أحَدُ المشايخِ-: التَّصوُّف أخلاقٌ كَريمةٌ (٢).

وقال أستاذُ الطائفةِ الجُنَيْدُ بنُ محمدٍ الفَقَيه (٣): التصَوّفُ ذِكرٌ معَ اجتماعٍ، وَوَجْدُ مع اسْتماعٍ، وعَمَلٌ مع أتَّباعٍ (٤).

المطلب الثاني:

في حقيقةِ الصُّوفيِّ، والكلامِ فيه في مَقامَين:

أحدُهما: في النِّسبةِ.

والثاني: في بَيانِ من تَصْدُقُ عَلَيْهِ النِّسبَةُ.

المقام الأول: النِّسبةُ.

قَالَ الأستاذُ القُشَيْريُّ: كانَ الناسُ بَعْدَ النبيِّ يُسَمَّوْنَ بالصحَّابَةِ؛ إذْ لا فَضيلةَ فَوْقَها، ثم من أدْرَك الصحَّابَةَ يُسمَّوْن تابِعين، ثم أتباعُ التَّابعين، ثم


(١) هو محمد بن علي القصاب، أستاذ الجُنيد في التصوف، انظر الطوسي: اللمع، ٤٥ الرسالة القشيرية، ٢/ ٥٥٣.
(٢) وردت في الرسالة القشيرية ٢/ ٥٥٢ وتتمتها "ظهرت في زمان كريم، من رجل كريم، مع قوام كريم".
(٣) هو الجنيد بن محمد الفقيه، البغدادي، أبو القاسم الخراز، ت ٢٩٧ هـ، سيد الطائفة وإمام الصوفية في عصره، منشؤه ومولده بالعراق، أصله من نهاوند، كان على مذهب أبي ثور، إبراهيم بن خالد بن اليمان، الكلبي، لقب والده بالقواريري لاشتغاله ببيع الزجاج، حول ترجمته انظر، أبو نُعيم، حلية الأولياء، ١٠/ ٢٥٥ - ٢٨٧، ابن الجوزي: المنتظم ٦/ ١٠٥، ابن خلكان: وفيات، ١/ ١٤٦، السبكي: طبقات، ٢/ ٢٨، الكلاباذي: التعرف، ١/ ١٣٢ - ١٣٦ الشعراني: طبقات، ١/ ٨٤، البغدادي (الخطيب): تاريخ بغداد، ٧/ ٢٤١ - ٢٤٩، القشيري: الرسالة، ١/ ٣٣ (ط. مصر)، ابن خلكان: وفيات الأعيان، ١/ ٣٧٣، ابن الأثير: البداية، ٨/ ٦٢.
(٤) وردت في الرسالة القشيرية، ٢/ ٥٥٣.

<<  <   >  >>