للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاختلافات وتنزل البركات. فقالت النساء: إذا شئت.

فاختلط جماعة الرجال بجماعة النساء طول ليلتهم، فلما كان سحرًا خرجوا، ويبدو أن ذلك الحادث قد وقع في اليوم الأول من الصوم، أو الأحد الأول من الصوم حسب رواية الشابشتي في الديارات (١)، وأصبح ذلك اليوم احتفالًا لهم يختلط فيه الرجال بالنساء.

وقد أشار ابن الجوزي إلى أن صوفية عصره قد سدُّوا على أنفسهم باب النظر إلى النساء الأجانب، لبعدهم عن مصاحبتهن وامتناعهم عن مخالطتهن، واشتغلوا بالتعبد عن النكاح. واتفقت لهم صحبة الأحداث على وجه الإرادة وقصد الزهادة (٢).

ويقرر ابن الجوزي بأن آفة الصوفية في عصره في صحبة الأحداث ومعاشرة الأضداد (٣)، ولم يقف البلاء عند هذا الحد، بل تعداه لإِضفاء مشروعية ذلك للمتصوفة، فقد صنف أبو الفضل، محمد بن طاهر، المعروف بابن القيسراني الشيباني ت ٥٠٧ هـ = ١١١٣ م رسالة في إباحة السماع والنظر إلى المرد (٤). واشتهر من المتصوفة بالتهتك والاستباحة خضر الكردي شيخ الملك الظاهر بيبرس، والشيخ أبي الحسن الحريري، وسليمان بن المولّه المجذوبه.

وكان علي الحريري أكثرَ المتصوفة تهتكًا في معاشرة الأحداث "فكان


(١) وردت عند الحديث عن دير الخوات ص ٩٣، وانظر ابن فضل اللَّه العمري: مسالك الأبصار، ١/ ٢٨٠ - ٢٨٢ (تحقيق أحمد زكي باشا).
(٢) ابن الجوزي: تلبيس إبليس، ٢٦٥.
(٣) المرجع السابق، ٢٧٦.
(٤) الشعراني: الطبقات الكبرى، ٢/ ١٢٩.

<<  <   >  >>