للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالَ الشريفُ أبو الفُتوحِ الصُّوفي (١): من لَازَم في سائر أوقاتِهِ التَّقَوى وصبرَ على البَلْوى، واستوى وقتُه معَ اللَّهِ في السّرِّ والنَّجوى.

وقالَ الشيخُ الموفَّقُ البغْدادي الحافِظُ: هو مَنْ يكونُ في حركاتِهِ السّهلُ السَّفُّوح، وعنْ زلّاتِ إخوانِهِ الصّفوحُ، وعلى دينه يبكي ويَنُوحُ.

وقالَ الشيخُ مهذَّبُ الدّين أبو المظفَّر الدُّوري (٢): هو مَنْ بالشَّرع تأدَّب، وبالطَّريقةِ تهذَّب، ونفسَهُ بالمُجاهَدَةِ عذَّبَ، واشتغلَ بِذكرِ الحَقّ عن الأُمّ والأَب.

فهذِه أَقوالُ أهل الطَّريقِ وأصحاب العلم والتَّحقيقِ، ومدارُها كلُّها على أن الصّوفيَّ هوَ مَنْ اتَّصفَ بالصِّفاتِ المحمُودةِ في الشَّرعِ، وتخلّقَ بالأَخلاق الممدوحةِ، وإنْ بَعُدَ مِنها الطَّبعُ، مُعرِضٌ عنِ الدُّنيا، مَقبِلٌ على الأُخرى، سالكٌ الطّريقَ التي هي أولى بالمَرِء وأحرى.

وأما: العرف الخاصُّ، فهو ما رسمتُهُ في كتاب "الإسعاف" وأكثرُ


(١) أبو الفتوح الصوفي: هو السيد أبو الفتوح المرتضى بن الحسن بن خليفة الحسن الصوفي، من أهالي الري، خادم رباط باختيار الصوفي وختنه، سمع بأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد الحداد، سمع منه عبد الكريم السمعاني انظر، السمعاني: التحبير في المعجم الكبير، ٢/ ٢٩٣، معجم الشيوخ، ورقة ٢٥٩ أ، نسخة أحمد الثالث - إستانبول رقم ٢٩٥٣، منه ميكروفلم في معهد إحياء المخطوطات بالقاهرة رقم ١٦٤.
(٢) هو محمد بن علي بن نصر البّل الدوري (ت ٥٩٨ هـ)، أبو المظفر، واعظ، ولد بالدور (أي دور الوزير إبن هبيرة) بدُجيل سنة ٥١٦ هـ، أو ٥١٧ هـ، ونشأ بها، قدم بغداد في شبيبته: اشتهر بالوعظ حتى صار يضاهي أبا الفرج بن الجوزي ويزاحمه، وكان يعظ عند تربة أم الخليفة الناصر سنة ٥٨٩ هـ، انظر البغدادي (عبد الرحمن بن أحمد)، ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة، ٤/ ٧٤ - ٧٦.

<<  <   >  >>