كتاب الموفي بمعرفة التصوف والصوفي

المطلب الثالث: من يستحق من الوقف والوصية للصوفية - ص: 64

وفي "الصحيحين": أنه لَمَّا قَدِمَ أبو عبيدةَ بمالِ البحرينِ، فسمعتْ الأنصارُ، فَوَافُوا صلاةَ الفجرِ - الحديث. وفيه: أنَّ النبيّ، قالَ: "ما أخشَى عليكُم الفقرَ، ولكنْ أخشى عليكُم أنْ تُبْسَطَ الدُّنيَا عليكُم كمَا بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قبلَكُم، فتنافَسُوها كما تَنافَسوها فَتُهلكُكُمْ كَما أهلَكَتهُم (١) ".

وفي رواية: "فتلهيكُم كما أَلهتهُم" (٢).

وفي حديث كعبة بن عياض: (سمِعتُ رَسُولَ اللَّه، يقولُ: "إِنَّ لِكلِّ أُمَّةٍ فتنَةً، وفتنةُ أُمّتي المالُ" (أخرجه الترمذي)، وقالَ: حسن صحيح (٣).

وفي "صحيح البُخاري": أنَّ النبيَّ، لمَّا رأَى على بابِ فاطِمةَ سترًا موشِيًّا، ورَجَعَ -الحديث- وفيهِ قالَ: "مَالي ولِلدُّنيا" (٤).

وفي حَديثِ أبي أُمامة: أنَّ النبيَّ، قالَ: "يا بنَ آدمَ، إِنَّكَ إنْ تَبذُلِ الفضلَ

---

(١) قطعة من حديث رواه البخاري رقم (٣١٥٧) في الجزية: باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب، و (٤٠١٥) في المغازي: باب رقم (١٢)، ومسلم رقم (٢٩٦١) في الزهد والرقائق، في فاتحته، والترمذي رقم (٢٤٦٢) في صفة القيامة: باب رقم (٢٨)، وابن ماجه رقم (٣٩٩٧) في الفتن: باب فتنة المال، وأحمد في "المسند" (٤/ ١٣٧ و ٣٢٧) من حديث المِسْوَر بن مخرمة رضي اللَّه عنه. (م).
(٢) قطعة من حديث رواه البخاري رقم (٦٤٢٥) في الرقاق، باب ما يُحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، ومسلم رقم (٢٩٦٢) (. . .) في الزهد والرقائق، في فاتحته.
(٣) رواه الترمذي رقم (٢٣٣٦) في الزهد: باب ما جاء أن فتنة هذه الأُمة في المال، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب إنما نعرفه من حديث معاوية بن صالح. قلت: ومعاوية بن صالح، هو معاوية بن صالح بن حُدَير الحضرمي أبو عمرو وأبو عبد الرحمن الحمصي قاضي الأندلس، صدوق له أوهام كما قال الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" ص (٥٣٨). ورواه أيضًا أحمد في "المسند" (٤/ ١٦٠)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٣١٨). وصححه ووافقه الذهبي. (م).
(٤) رواه البخاري رقم (٢٦١٣) في الهبة: باب هدية ما يُكرَهُ لُبسُها، وقد أورده المؤلف مختصرًا وبالمعنى، من حديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما. (م).