للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن أخرجتم خرجنا معكم، فاغتروا بذلك. فلما جاءت الحقيقة خذلوهم وأسلموهم، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح. فاحتملوا بذلك إلى خيبر. ومنهم من صار إلى الشام، وكان ممن سار معهم إلى خيبر أكابرهم: حيى بن أخطب وسلام بن أبى الحقيق، وكنانة بن الربيع بن أبى الحقيق؛ فدانت لهم خيبر.

فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال بنى النضير بين المهاجرين الأولين خاصة، إلا أنه أعطى منها أبا دجابة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، وكانا فقيرين.

ولم يسلم من بنى النضير إلا رجلان: يامين بن عمير بن كعب بن عمرو ابن جحاش، وأبو سعد بن وهد- أسلما، فأحرزا أموالهما، وذكر أن يامين بن عمير جعل جعلا لمن قتل ابن عمه عمرو بن جحاش لما هم به فى رسول صلى الله عليه وسلم.

وفى قصة بنى النضير نزلت سورة الحشر.

[غزوة ذات الرقاع]

ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بنى النضير بالمدينة شهر ربيع الآخر، وبعض جمادى الأولى، فى صدر السنة الرابعة بعد الهجرة. ثم غزا نجدا، يريد بنى محارب وبنى ثعلبة بن سعد بن غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفارى، أو عثمان بن عفان، ونهض حتى نزل نخلا.

وإنما سميت هذه الغزوة ذات الرقاع لأن أقدامهم رضى الله عنهم نقبت «١» ، وكانوا يلفون عليها الخرق، فلذلك سميت ذات الرقاع.


(١) نقبت الأقدام: أى رقت منها الجلود ولفوا عليها رقاعا من قماش ومنها جاءت اللسمية غزوة ذات الرقاع كما قال أبو موسى الأشعرى.

<<  <   >  >>