للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

امتنعت بدينى أن أفتتن فيه أو يعبث بى «١» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل امه، مسعر حرب «٢» ، لو كان له رجال. فعلم أبو بصير أنه سيرده، فخرج حتى أتى سيف البحر، موضعا يقال له: العيص، من ناحية ذى المروة، على طريق قريش إلى الشام، فقطع على رفاقهم «٣» ، فاستضاف إليه كل من فر عن قريش ممن أراد الإسلام، فآذوا قريشا، وكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يضمهم إلى المدينة.

وأنزل الله تعالى بفسخ الشرط المذكور فى رد النساء، ومنع تعالى من ردهن. ثم نسخت براءة كل ذلك، والحمد لله رب العالمين.

وهاجرة أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط، فأتى أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة فيها، فمنع الله تعالى من رد النساء، وحرم الله تعالى حينئذ على المؤمنين الإمساك بعصم الكوافر، فانفسخ نكاحهن من المسلمين؛ ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

[غزوة خيبر]

فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة مرجعه من الحديبية، ذا الحجة وبعض المحرم، ثم خرج فى بقية من المحرم غازيا إلى خيبر وذلك قرب آخر السنة السادسة من الهجرة.


(١) فى الأصل: يبعث.
(٢) مسعر الحرب: موقدها.
(٣) الرفاق: جمع رفقة، وهم المسافرون، وأكثر ما تسمى «رفقة» إذا نهضوا فى طلب الميرة.

<<  <   >  >>