إلى حرة العريض، فانتظروا صاحبهم هنالك، فوافاهم، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آخر الليل وهو يصلى، فأخبروه، وتفل على جرح الحارث ابن أوس فبرأ، وأطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على قتل اليهود. وحينئذ أسلم حويصة بن مسعود، وقد كان أسلم قبله محيصة بن مسعود، وهما من بنى حارثة.
[غزوة أحد]
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد قدومه من بحران، جمادى الآخرة، ورجبا، وشعبان، ورمضان، فغزته كفار قريش فى شوال سنة ثلاث، وقد استمدوا بحلفائهم والأحابيش من بنى كنانة وغيرهم، وخرجوا بنسائهم لئلا يفروا، فأتوا فنزلوا بموضع يقال له: عينين، وهو بقرب أحد على جبل ببطن السبخة من قناة، على شفير الوادى، مقابل المدينة.
فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا: أن فى سيفه ثلمة، وأن بقرا تذبح، وأنه أدخل يده فى درع حصينة؛ فتأولها: أن نفرا من أصحابه يقتلون، وأن رجلا من أهل بيته يصاب، وأول الدرع المدينة.
فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يخرجوا إليهم، وأن يتحصنوا بالمدينة، فإن قدموا منها قاتلهم على أفواه الأزقة، ووافق رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الرأى عبد الله بن أبى بن سلول، وألح قوم من فضلاء المسلمين، ممن أكرمه الله تعالى بالشهادة فى ذلك اليوم- على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الخروج إلى قتالهم، حتى دخل النبى صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته «١» وخرج، وذلك يوم الجمعة فصلى على رجل من بنى النجار مات، يقال له: مالك بن عمرو، وقيل: