أبشر بالجنة. فقال: بماذا أبشر؟ والله ما قاتلت إلا عن أحساب قومى. ثم لما اشتد عليه الألم أخرج مهما من كنانته، فقطع به بعض عروقه، فجرى دمه حتى مات.
ومثل بقتلى المسلمين.
وأخذ الناس ينقلون قتلاهم بعد انصراف قريش، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يدفنوا فى مضاجعهم، وأن لا يغسلوا، ويدفنوا بدمائهم وثيابهم.
ذكر من استشهد من المسلمين يوم أحد
حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله وحشى، غلام بنى نوفل بن عبد مناف وأعتق لذلك، رماه بحربة، فوقعت فى؟؟؟. ثم إن وحشيا أسلم، وقتل بتلك الحربة نفسها مسيلمة الكذاب يوم اليمامة.
وعبد الله بن جحش حليف بنى أمية، وقيل: إنه دفن مع حمزة فى قبر واحد، لأن النبى صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يحفروا ويعمقوا، ويدفنوا الرجلين والثلاثة فى قبر واحد، ويقدموا أكثرهم قرآنا.
وذكر سعد بن أبى وقاص قال: قعدت أنا وعبد الله بن جحش صبيحه يوم أحد نتمنى، فقلت: اللهم لقنى من المشركين رجلا عظيما كفره، شديدا حرده «١» ، فيقاتلنى فأقتله، قيل: فآخذ سلبه. فقال عبد الله بن جحش: اللهم لقنى من المشركين رجلا عظيما كفره، شديدا حرده، فأقاتله فيقتلنى، قيل: ويسلبنى ثم يجدع أنفى وأذنى، فإذا لقيتك فقلت:
يا عبد الله بن جحش، فيم جدعت؟ قلت: فيك يا ربى. قال سعد: فو الله لقد رأيته آخر ذلك النهار وقد قتل، وإن أنفه وأذنه لفى خيط واحد بيد رجل من المشركين؛ وكان سعد يقول: كان عبد الله بن جحش خيرا منى.
(١) الحرد الشديد: الغضب والغيظ والحقد على الإسلام.