عبد الله بن طارق يده من القرآن، ثم أخذ سيفه، واستأخر عنه القوم، ورموه بالحجارة حتى مات، رضوان الله عليه، فقبره بمر الظهران.
وحملوا خبيب بن عدى وزيد بن الدثنة، فباعوهما بمكة، فصلب خبيب بالتنعيم، رضوان الله عليهم؛ وهو القائل إذ قرب ليصلب:
ولست أبالى حين أقتل مسلما ... على أى شق كان فى الله مضجعى
وذلك فى ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
وهو أول من سن الركعتين عند القتل.
وابتاع زيد بن الدثنة صفوان بن أمية، فقتله بأبيه، رضوان الله على زيد. وقال أبو سفيان لحبيب أو لزيد: يسرك أن محمدا مكانك يضرب عنقه وأنك فى أهلك؟ فقال: والله ما يسرنى أنى فى أهلى وأن محمدا فى مكانه الذى هو فيه يصيبه شوكة تؤذيه.
[بعث بئر معونة]
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بقية شوال، وذا القعدة، وذا الحجة، والمحرم، ثم بعث أصحاب بئر معونة فى صفر، فى آخر تمام السنة الثالثة من الهجرة على رأس أربعة أشهر من أحد.
وكان سبب ذلك أن أبا براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة، وهو ملاعب الأسنة، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فلم يسلم ولم يبعد، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك، لرجوت أن يستجيبوا لك. فقال صلى الله عليه وسلم: إنى أخشى عليهم أهل نجد.