وكان قد أتى قوم من عند قريش، قيل: ما بين الأربعين إلى الثلاثين، فأرادوا الإيقاع بالمسلمين، فأخذوا أخذا، فأطلقهم رسول الله ﷺ، فهم العتقاء الذين ينتمون إليهم العتقيون.
وكان ﵇ قبل تمام هذا الصلح قد بعث عثمان بن عفان إلى مكة رسولا، وشاع أن المشركين قتلوه، فدعا رسول الله ﷺ إلى المبايعة على على الموت، وأن لا يفروا عن القتال، وهى بيعة الرضوان، التي كانت تحت الشجرة، التي أثنى الله تعالى على أهلها، وأخبر ﵇ أنهم لا يدخلون النار.
وضرب رسول الله ﷺ بيساره على يمينه، وقال: هذه عن عثمان.
فلما تم الصلح المذكور أمر رسول الله ﷺ أن ينحروا ويحلوا، ففعلوا بعد إباء كان منهم وتوقف أغضب رسول الله ﷺ، ثم وفقهم الله تعالى ففعلوا وقيل: إن الذي حلق رأس رسول الله ﷺ خراش بن أمية ابن الفضل الخزاعى.
ثم رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة، فأتاه أبو بصير عتبة بن أسيد ابن جارية هاربا، وكان ممن حبس بمكة، وهو ثقفى حليف لبنى زهرة، فبعث إليه الأزهر بن عبد عوف عم عبد الرحمن بن عوف، والأخنس بن شريق الثقفى، رجلا من بنى عامر بن لؤيّ ومولى لهم، فأتيا النبيّ ﷺ، فأسلمه إليهما، فاحتملاه، فلما صار بذى الحليفة نزلوا، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: أرانى هذا السيف. فلما صار بيده، ضرب به العامرى فقتله، وفر المولى فأتى النبيّ ﷺ فأخبره بما وقع. وأظل أبو بصير، فقال:
يا رسول الله وفت ذمتك، وأدى الله عنك، أسلمتنى بيد القوم، وقد