وهدانا له، وأعزنا بك وبه- نعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف.
فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه، وتمادوا على حالهم.
ثم إن فوارس من قريش، منهم: عمرو بن عبدود، أخو بنى عامر بن لؤى، وعكرمة بن أبى جهل، وهبيرة بن أبى وهب المخزوميان، وضرار ابن الخطاب أخو بنى محارب بن فهر، خرجوا على خيلهم. فلما وقفوا على الخندق، قالوا: هذه مكيدة والله ما كانت تعرفها العرب. وقد قيل: إن سلمان أشار به. ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق فاقتحموه وجاوزوه، وجالت بهم خيلهم فى السبخة بين الخندق وسلع، ودعوا إلى إلى البراز، فبارز على بن أبى طالب عمرا فقتله، وخرج الباقون من حيث دخلوا، فعادوا إلى قومهم. وكان شعار المسلمين يوم الخندق:«حم، لا ينصرون» .
وكانت عائشة أم المؤمنين مع أم سعد بن معاذ فى حصن بنى حارثة، وكان من أحصن حصن بالمدينة. وكانت صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى فارع، أطم حسان بن ثابت، وكان حسان بن ثابت فيه مع النساء والصبيان.
ورمى فى بعض تلك الأيام سعد بن معاذ بسهم قطع منه الأكحل، ورماه حبان بن قيس بن العرقة، وقد قيل: بل رماه أبو أسامة الجشمى حليف بنى مخزوم، وقيل: إن سعدا دعا- إذ أصيب رضوان الله عليه- فقال: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقنى لها، فإنه لا قوم أحب إلى أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، اللهم وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لى شهادة، ولا تمتنى حتى تقر عينى من بنى قريظة.