للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخطروا «١» على سراقة بن مالك بن جعثم، فركب فرسه واتبعهم ليردهم بزعمه. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليه، فساخت يدا فرسه فى الأرض، ثم استقل، فأتبع يديه دخان، فعلم أنها آية، فناداهم: قفوا على. وأمنهم من نفسه، فوقف له رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لحقه، ورغب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب له كتابا، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا بكر أن يكتب له.

وسلك بهم الدليل أسفل مكة إلى الساحل أسفل من عسفان إلى أسفل أمج، ثم اجتاز قديدا، ثم سلك الخرار، إلى ثنية المرة، إلى لقف، إلى مدلجة لقف، إلى مدلجة مجاج، إلى مرجح ذى الغضوين، إلى بطن ذى كشد، إلى جداجد، إلى الأجرد، إلى ذى سلم من بطن تعهن بقرب السقيا، إلى العبابيد، إلى القاحة إلى العرج. فوقف بهم بعض ظهرهم «٢» ، فحمل رجل من أسلم، يقال له: أوس بن حجر، رسول الله صلى الله عليه وسلم على جمل يقال له بن الرداء، وبعث معه غلاما له يقال له مسعود بن هنيدة ليرده إليه من المدينة، ثم أخذ بهم من العرج إلى ثنية العائر عن يمين ركوبة، إلى بطن رئم، إلى قباء، حين اشتد الضحاء «٣» يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت لربيع الأول، قرب استواء الشمس.

وأول من رآه رجل يهودى من سطح أطمه، فصاح بأعلى صوته:

«يا بنى قيلة هذا جدكم» - يريد: حظكم- وقد كانت الأنصار انتظروه حتى قلصت الظلال، فدخلوا بيوتهم، فخرجوا، فتلقوه مع أبى بكر فى ظل نخلة، فذكر أنه عليه السلام نزل على كلثوم بن الهدم بقباء، وقيل على


(١) خطروا على سراقة المقصود بها: مروا على باله وأراد أن يفوز بالجائزة لو لحقهم.
(٢) بعض ظهرهم: أى بعض إبلهم التى يركبون ظهورها.
(٣) الضحاء: أى إلى أعلى حتى كادت تصل إلى كبد السماء.

<<  <   >  >>