للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينسق خطاها في الإبداع المادي وخطاها في الاستشراق الروحي وهو وحده الذي يملك أن يقيم لها نظاماً واقعياً للحياة يتم فيه هذا التناسق الذي لم تعرفه البشرية قط إلا في ظل النظام الإسلامي – وحده – على مدى التاريخ " (١) .

وأعداء الإسلام يعرفون جيداً أن عدوهم الوحيد هو الإسلام، ومن أجل ذلك فهم يسعون جادين إلى تحطيم هذا الجبل الشامخ لأنه يعوقهم عن أهدافهم الاستعمارية كما يعوقهم عن الطغيان والتأله في الأرض كما يريدون، لذلك فهم يضعون التصورات والمناهج التي لا تمت إلى هذا الدين بصلة من أجل أن تكون هي البديلة عن هذا الدين القيم (٢) .

وليكن من المعلوم لكل مسلم جاد: أن هذا الدين لا يقوم بألف كتاب تكتب عن الإسلام ولا بالخطب والمواعظ ولا بأفلام الدعاية للإسلام، وإنما يقوم على واقع حي متحرك – يتمثل هذا في المسلمين الصادقين – واقع تراه العين وتلمسه اليد وتلاحظ آثاره العقول (٣) . ومن سمات أصحاب هذا الواقع الذي يغير مجرى حياة البشرية المعاصرة أن يستعلوا بأنفسهم من موالاة أعداء الله – سواء من الكافرين أو المنافقين أو الملحدين – فلا يخدعهم هيلمان الباطل المعاصر، وأن الشرق والغرب يملك القنبلة الذرية، والصواريخ العابرة للقارات بل يعلمون أن الله هو الأكبر، وهو الولي الناصر، وأن الغلبة للحق مهما استطال الباطل

{كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله} [سورة البقرة: ٢٤٩] .


(١) المستقبل لهذا الدين (ص١٠٩) بقليل من التصرف.
(٢) انظر الفصل الأخير من كتاب المستقبل لهذا الدين
(٣) انظر فصل طريق الخلاص (ص١٨٢) من كتاب الإسلام ومشكلات الحضارة للأستاذ سيد قطب رحمه الله

<<  <   >  >>