للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ { [سورة الحج: ١٣] .

"وفى شرك الرياء:

{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا { [سورة الكهف: ١١٠] .

ومن هذا الشرك الأصغر قوله صلى الله عليه وسلم "من حلف بغير الله فقد أشرك" رواه أبو داود وغيره (١)

ومعلوم أن حلفه بغير الله لا يخرجه عن الملة، ولا يوجب له حكم الكفار. ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم " الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل " (٢) .

(فانظر كيف انقسم الشرك والكفر والفسوق والظلم والجهل إلى ما هو كفر ينقل عن الملة، وإلى ما لا ينقل عنها. وكذا النفاق نفاقان: نفاق اعتقاد، ونفاق عمل، فنفاق الاعتقاد: هو الذي أنكره الله على المنافقين في القرآن وأوجب لهم الدرك الأسفل من النار.

(ونفاق عمل كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) (٣) . وفي الصحيح أيضاً (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من


(١) أبو داود (ج٣/٥٧٠) (ح٣٢٥١) كتاب الإيمان والنذور وأخرجه الترمذي (٥/٢٥٣) (ح١٥٣٥) في النذور والإيمان واللفظ عنده: فقد كفر أو أشرك وقال: حديث حسن وقال الشوكاني صححه الحاكم.

انظر نيل الأوطار (ج٨/٢٥٧) .
(٢) المسند (ج٤/٤٠٣) . قال الألباني: صحيح، انظر صحيح الجامع الصغير (٣/٢٣٣) (ح٣٦٢٤) .
(٣) صحيح البخاري (ج ١/٨٩) (ح٣٣، ٣٤) كتاب الإيمان وصحيح مسلم (ج ١/٧٨) (ح ٥٨ , ٥٩) كتاب الإيمان.

<<  <   >  >>