للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما قتل نافع بن الأزرق اجتمعت الخوارج، فولوا على انفسهم عبد الله ابن ماحور [١] ، وكان من نساكهم.

وبلغ ذلك المهلب، فسار من الاهواز في طلبهم حتى وافاهم بمدينه سابور من ارض فارس، فالتقوا، فاقتتلوا، وانهزمت الخوارج في آخر النهار حتى انتهوا الى مكان يدعى كركان [٢] واتبعهم المهلب، فوافاهم، فالتقوا به في يوم شديد المطر، فقاتلهم، فهزمهم، فأخذوا نحو كرمان [٣] فلم يزل المهلب يسير في طلبهم من بلد الى بلد، ويواقعهم وقعه بعد وقعه طول ما ملك عبد الله بن الزبير الى مقتله، وخلوص الأمر لعبد الملك بن مروان.

فلما استدف الأمر لعبد الملك، وولى الحجاج العراقين استبطأ المهلب في استئصال الخوارج، وظن انه يهوى مطاولتهم، فبعث اليه عبد الأعلى بن عبد الله العامري، وعبد الرحمن بن سبره، وقال لهما احملاه على مناجزة القوم وترك مطاولتهم.

فقدما عليه، فأخبراه بما بعثا له، فقال لهما:

أقيما حتى تعاينا ما نحن فيه، فان الحجاج أتاه السماع فقبله، وأتاه العيان فرده، وقد حملني على خلاف الرأي، وزعم انه الشاهد وانا الغائب.

ثم سار نحو الخوارج فلحقهم بأداني ارض كرمان، فواقعهم، وامامه ابنه المفضل، فقتل رئيس الخوارج عبد الله بن ماحور، وانهزموا حتى توسطوا ارض كرمان، وولوا على انفسهم رجلا من نساكهم، يسمى قطري بن الفجاءه.

ثم ان المهلب انصرف الى بلد سابور، فوافاهم يوم النحر، فخرج بالناس الى المصلى.


[١] في الأصل: ماحوز.
[٢] مدينه مشهوره بين طبرستان وخراسان.
[٣] ولايه مشهوره، وناحيه معمورة، ذات بلاد وقرى، ومدن واسعه، وهي بلاد كثيره النخل والزرع، ومن مدنها المشهوره جيرفت.

<<  <   >  >>