للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسميساط [١] ، وعمير بن الحباب السلمى على كفرتوثا [٢] ، والسفاح ابن كردوس على سنجار [٣] ، وعبد الله بن مسلم على ميافارقين [٤] ، ومسلم ابن ربيعه العقيلي على آمد [٥] ، وسار هو الى نصيبين، فأقام بها.

وان المختار كتب الى عبيد الله بن الحر الجعفى، وكان بناحيه الجبل يتطرف ويغير: انما خرجت غضبا للحسين، ونحن أيضا ممن غضب له، وقد تجردنا لنطلب بثاره، فأعنا على ذلك. فلم يجبه عبيد الله الى ذلك.

فركب المختار الى داره بالكوفه فهدمها، وامر بامراته أم سلمه، ابنه عمر الجعفى، فحبست في السجن، وانتهب جميع ما كان في منزله، وكان الذى تولى ذلك عمرو بن سعيد بن قيس الهمدانى.

وبلغ ذلك عبيد الله بن الحر، فقصد الى ضيعه لعمرو بن سعيد بالماهين، فاغار عليها، واستاق مواشيها، واحرق زرعها، وقال:

وما ترك الكذاب من جل مالنا ... ولا المرء من همدان غير شريد

افي الحق ان يجتاح مالي كله ... وتامن عندي ضيعه ابن سعيد؟

ثم اختار من ابطال اصحابه مائه فارس، فيهم محشر التميمى، ودلهم بن زياد المرادى، واحمر طيّئ، وخلف بقية اصحابه بالماهين.

وسار نحو الكوفه حتى انتهى الى جسرها ليلا، فامر بقوام الجسر، فكتفوا، ووكل بهم رجلا من اصحابه، ثم عبر.


[١] مدينه على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم، وكان بها قلعه، يسكن في شق منها الأرمن.
[٢] في الأصل كفرثونا والصحيح ما ذكر، وهي قريه كبيره، من اعمال الجزيرة بالعراق.
[٣] مدينه مشهوره من نواحي الجزيرة.
[٤] اشهر مدينه بديار بكر، وقد بناها الروم.
[٥] لفظه رومية، وهي بلد قديم حصين، يحيط باكثره نهر دجلة.

<<  <   >  >>